عزم المحرك
يعرف العزم على انه القوة اللازمة لتحريك السيارة من حالة الوقوف الى الانطلاق ومن ثم يبدأ دور الأحصنة , لكن في هذا المقال سأتحدث بشكل عام عن أسباب ضعف العزم والقدرة الحصانية , أي انك تجد سرعة السيارة وقوة المحرك ليس على ما يرام.
كل محرك مصمم ليولد قوة وعزم يتناسب مع حجم ومكونات السيارة بشكل عام , فعند حدوث أي خلل في أداء المحرك حتما ستنخفض القوة والعزم الناتج عنه وتنعكس على أداء السيارة على الطريق.
ضعف عزم المحرك
لفهم مسألة ضعف العزم يجب ان نوضح الية عمل المحرك بشكل مبسط.
محرك السيارة يحتاج الى خليط من الهواء والوقود بنسبة (1 وقود : 14.7 هواء), وهي النسبة النظرية التي يكون عندها الاحتراق مثالي, اما النسبة الاقتصادية للخليط تتراوح بين (1:16/18) , والنسبة التي تعطي افضل قدرة للمحرك تتراوح بين (1:12/13) , وقوة الشرارة الناتجة عن البواجي لها دور مهم في كفاءة حرق الخليط.
عند حوث أي خلل في موازنة نسبة الخليط او ضعف في شرارة اشعال الخليط تختلف القوة الناتجة عن المحرك , لذلك من اهم أسباب ضعف عزم المحرك هي خليط غير مثالي او ضعف شرارة الإشعال , لكن يجب العلم ان ضعف العزم بشكل عام لا يرتبط دائما في أداء المحرك , فأحيانا يكون هناك سبب ما في أداء صندوق السرعات مثلا يؤدي الى ضعف العزم الكلي وليس ضعف عزم المحرك, لذلك دعونا ننتقل الى الأسباب المؤدية بشكل عام الى ضعف عزم السيارة ككل.
أسباب ضعف عزم السيارة
- تلف احد الحساسات التي تؤثر بشكل مباشر على أداء المحرك, من المعروف ان الحساسات الفعالة في أداء المحرك مثل حساس الاكسجين , حساس تدفق الهواء , حساس الضغط المطلق وغيرها من الحساسات وضعت خصيصا لمساعدة كمبيوتر السيارة على ضبط وموازنه نسبة خليط الهواء والوقود اللازم للمحرك , فعند حدوث أي خلل في أداء احد هذه الحساسات ينعكس بشكل سلبي على أداء المحرك بفعل الخلل الحاصل في نسبة خلط الوقود بالهواء.
- حدوث شق في احد وصلات وخراطيم الهواء الداخل الى المحرك , أي ان الهواء الداخل الى المحرك يعتبر غير شرعي أي انه لم يتم كشفه واحتسابه من قبل الحساسات , لذلك يظن الكمبيوتر ان كمية الهواء الداخلة الى المحرك قيمة معينة , لكن بفعل الهواء غير المحسوب تكون قيمة الهواء الداخلة اعلى من القيمة المقروءة فيقوم الكمبيوتر بتزويد وقود بحسب القيمة المقروءة ليتكون خليط فقير بالوقود بسبب كثرة نسبة الهواء مقارنة بنسبة الوقود.
- انسداد فلتر الهواء , فانسداد الفلتر يعيق دخول الهواء بالكمية المطلوبة للمحرك , وبالتالي ضعف عزم بفعل نقص الهواء الداخل للمحرك.
- استخدام زيت غير مناسب للمحرك , فالزيوت غير المناسبة وخاصة ذات اللزوجة المرتفعة تسبب ضعف عزم بفعل احتكاك جزيئات الزيت مع بعضها البعض وتشكل قوة ممانعة لحركة أجزاء المحرك الداخلية , لذلك يفضل التقيد باستخدام الزيت المناسب لمحرك سيارتك.
- ضعف شرارة الإشعال , من المعروف ان قوة الشرارة ومدى توافق وانسجام مواصفات البواجي مع المحرك له دور أساسي في أداء المحرك , لذلك اقدم لك هذا المقال الذي يوضح اثر اختيار البواجي على المحرك و طريقة اختيار القياس المناسب لشمعات الإشعال (البواجي).
- تلف احد رشاشات الوقود , عند حدوث خلل ما في أداء احد رشاشات الوقود فإنه يصبح غير قادر على رش الوقود بالكمية المحددة , فعند تجاوز كمية الوقود اللازمة يحدث اختلال في أداء المحرك , فالرشاشات هي من يساهم في تحديد كمية الوقود اللازمة وذلك من خلال وقت فتح الرشاش ونسبة رش الوقود , فيتم التحكم بكمية الوقود اللازمة من خلال تزويد او تقليل فتح الرشاش لرش الوقود.
- تلف صمام إعادة تدوير غازات العادم (EGR) , من المعروف ان هذا الصمام مسؤول عن إعادة توجيه جزء من الغازات الناتجة عن الاحتراق الى المحرك مرة أخرى ليتم حرقها من جديد , وله عدة ميزات أخرى , فتلف هذا الصمام وخاصة عند تعليقه على وضع الفتح فإنه يسبب صعوبة في تشغيل المحرك وضعف عزم ملحوظ اثناء القيادة.
- انسداد علبة البيئة (المحول الحفاز) , عند انسداد فلاتر علبة البيئة يحدث ضغط عكسي لغازات العادم ينعكس ويؤثر بالسلب على أداء المحرك , اما تفريغ او إلغاء علبة البيئة لا يسبب ضعف عزم كما يظن البعض بل على العكس يزداد العزم , لكن اذا لاحظت زيادة صرف وقود مع ضعف عزم بعد إلغاء علبة البيئة فالسبب عادتا يكون بفعل حساس الاكسجين.
- ضعف مضخة الوقود , وقد تلاحظ عادتا ضعف العزم الناتج عن ضعف طرمبة البنزين يظهر في السرعات العالية او عند الضغط بقوة على الدواسة , اليك الية فحص واختبار طرمبة البنزين.
- اتساخ فلتر البنزين , فاتساخ الفلتر يحد من تدفق البنزين الى المحرك وبالتالي تظهر اعراض مشابهة لأعراض ضعف المضخة.
- تلف التيربو ان وجد , حيث ان الشاحن توربني او السوبر تشارجر وضع خصيصة لزيادة ضخ الهواء الداخل الى المحرك , فتلف التيربو يؤدي لتدفق هواء اقل مما ينتج عنه ضعف عزم.
- استخدام بنزين بنسبة اوكتان غير مناسبة , حيث ان نسبة الوكتان في الوقود تؤثر بشكل مباشر على حدوث خلل في وقت الاشعال , لذلك يجب استخدام بنزين بنسبة الاوكتان المناسبة للمحرك, تجنبا لحدوث سبق او تأخر في الإشعال مؤدي الى ضعف عزم واضرار خطيرة على المحرك.
- استخدام إطارات بأحجام وقياسات غير مناسبة لقدرة المحرك , عند صناعة السيارة يتم اختيار قياسات الإطارات بحيث تتناسب مع هيكل وانسيابية السيارة ويؤخذ بعين الاعتبار قدرة المحرك مع هذه الإطارات , فعند تبديل إطارات سيارتك بإطارات بأحجام وقياسات مختلفة قد تواجهك عدة مشاكل أولها اختلال في قراءة عداد السرعة , وثانيها ضعف العزم بسبب ان الإطارات الجديدة قد تكون اثقل وزنا وبالتالي يحتاج المحرك لبذل طاقة اعلى للف وتحريك هذا الإطارات , لذلك تفضل بالتعرف على طريقة اختيار القياسات المناسبة لجنوط وإطارات سيارتك.
- خشونة في احد تروس الدوران , مثل ترس مولد الكهرباء او ترس مضخة الهيدروليك الخاصة بالمقود او بكرة ضاغط غاز الفريون (كمبريسور المكيف).
- التعديل عالي جسم السيارة والتلاعب بانسيابيتها , من اهم عوامل ضعف العزم عدم انسيابية جسم السيارة.
- اختلال حرارة المحرك , للمحرك حرارة تشغيل مثالية تكون حول (90-110) تقريبا في اغلب المحركات مع مختلف الظروف التشغيلية , فارتفاع او انخفاض حرارة المحرك عن هذا المدى لا يحقق احتراق مثالي وبالتالي ستلاحظ ضعف عزم بفعل اختلال الحرارة.
- اعطال صندوق السرعات , حيث ان صندوق السرعات هو من يتحكم بسرعة السيارة بناءا على العزم الناتج عن المحرك , أي انه من يساهم برفع القوة الحصانية للسيارة ككل , فعند حدوث خلل ما في أجزاء صندوق السرعات بشكل عام , ينعكس ذلك على العزم الإجمالي للسيارة.
- تلف وضعف القابض الميكانيكي والمعروف بقرص الكلاتش في السيارات ذات ناقل الحركة اليدوي.
- اعطال ميكانيكية مثل تسريب ضغط المحرك من حول المكابس بسبب تآكل في حلقات الضغط , او ربما خطأ في ضبط ومعايرة حزام التوقيت الخاص بربط وتوقيت دوران عمود الكامات بعمود الكرنك.
ضعف العزم عند الدعس , وهي الجملة الأكثر بحثا لكن أسبابها كثيرة وقد تكون من بين احد الأسباب المذكورة في الأعلى , لان ضعف العزم عادتا يظهر عند الدعس او عند صعود المرتفعات , او مع الاحمال في السيارة.
تقوية عزم السيارة
عند استخدام السيارة لفترة على الطريق حتما ستلاحظ اختلاف في العزم مقارنة بالفترة الأولى لامتلاكك السيارة , لذلك سنوضح اهم النصائح لاسترجاع عزم السيارة المفقود.
- يجب تنظيف بوابة الهواء (الخانق) من فترى الى أخرى كون الخانق انف المحرك , فتراكم الاوساخ داخل الخانق يحد من كمية دخول الهواء للمحرك.
- الاهتمام بالصيانة الدورية في الوقت المحدد , وذلك من خلال تنظيف او تغيير شمعات الإشعال , وتبديل الزيوت والفلاتر , وتنظيف رشاشات الوقود إن أمكن.
- قياس وضبط ضغط الهواء داخل الإطارات من فترة إلى أخرى , انخفاض الضغط في الإطارات يزيد من قوة ومساحة احتكاك الإطارات بالطريق , ناهيك عن تلف الإطارات في وقت قياسي.
- استخدام زيت بأقل لزوجة ممكنة بشرط ان تتناسب هذه اللزوجة مع المحرك وان تكون من احد الاختيارات المطروحة في دليل السيارة (كتيب المالك).
- تجنب استخدام اوزان ثقيلة في صندوق السيارة , والمقصود هنا عدم استخدام صندوق السيارة كمخزن لتخبئة عدة ليس لها ضرورة.
- استخدام الجير بوكس وتبديل السرعات بالطريقة الأكثر فعالية مع المحرك , ويجب هنا استغلال صندوق السرعات افضل استغلال لكسب افضل عزم , ولا مانع من الانتقال من وضع القيادة الاتوماتيكي الى الوضع اليدوي في بعض الحالات وذلك في سبيل استغلال العزم بأفضل شكل.